مقترح لتعزيز ثقافة احترام التنوع والاختلاف الديني بين البشر جواد جلال عباسي لا يختلف عاقلان ان احترام العقائد والمعتقدات الدينية لا...
مقترح لتعزيز ثقافة احترام التنوع والاختلاف الديني بين البشر
جواد جلال عباسي
لا يختلف عاقلان ان احترام العقائد والمعتقدات الدينية لاي كان هي في صميم التطور والثقافة والادب. وفي عالم تتزايد فيه الهجرات وتمازج الشعوب والثقافات والديانات المختلفة تزداد احتمالية وقوع العديد من الناس في افخاخ الجهل والتعصب مما ينتج عنه الكثير مما شاهدناه من تطرف ورفض للتعددية على صعيد دول كثيرة.
وبما ان اللغة هي حاضنة الثقافة فان المصطلحات اللغوية المستخدمة يكون لها دور كبير في تعزيز ثقافة قبول الاخر على اختلافه او هدم ثقافة التعددية هذه حسب المصطلحات المستخدمة. فاستخدام لفظ "عبد" لدى الكثيرين في الاردن بدلا من "اسود" يقلل كثيرا من احترام الرجال والنساء السود تمام كاستخدام لفظ نيغر المسيئ جدا في الولايات المتحدة. كذلك فان استخدام لفظ "الرافضة" للدلالة على الشيعة يساهم كذلك في خلق استقطابا وتعصبا بين الفئات الدينية المختلفة. ومثال اخر هو استخدام بعض الفئات البروتستناتية المتشددة لفظ المسيح الدجال للكنيسة الكاثولكية. والامثلة كثيرة نذكر هنا جزءا يسيرا منها على سبيل المثال لا الحصر.
لا يعني ادراج الامثلة المهينة اعلاه ان يتم تقييد حرية التعبير والكلام. بل يكون الحل –فاعتقادي- بتنمية ثقافة احترام تعدد الثقافات والمذاهب في العالم لكي يتم تهميش المتطرفين والرافضين لهذه التعددية. كذلك ربما يكون احد الحلول الناجعة تطوير قوانين التشهير والذم والتحقير بحسب خصائص كل بلد لاعطاء طريق قانوني للرد على الاساءات المختلفة.
في الوقت ذاته ان الاوان ان تكون المصطلحات اللغوية المستخدمة تساهم حقا في تعزيز ثقافة احترام التعدد والتنوع الديني. وهنا اتطرق لمصطلحي الديانات التوحيدية او السماوية المستخدمين للدلالة على الاسلام والمسيحية واليهودية. ان كلا المصطلحين يساهمان في عدم تعزيز ثقافة التنوع كونهما يلمحان الى عدم وجود فورقات جوهرية بين الديانات الثلاث وهو غير صحيح البتة. كذلك فان المصطلحين يغيبان حقيقة واضحة ان كل من هذه الاديان الثلاث لا يعترف حقيقة بسماوية او توحيدية الدياناتين الاخرتين. ولنأخذ مثلا هنا لتوضيح هذه المسألة اكثر: في العقيدة المسيحية بحسب عقائد الكنائس المعترفة بمجمع نيقية (تركيا) في القرن الرابع الميلادي (وهي كل الكنائس الارثوذكسية والكاثولكية ومعظم الكنائس البروتستانتية) فان جوهر الديانة المسيحية هو الايمان بصلب وموت وقيامة وصعود المسيح الى السماء. في الوقت ذاته لا يؤمن المسلمون بهذه العقيدة بل يؤمنون بالمسيح كنبى (اي ان الايمان بعيسى ابن مريم لا يعني الايمان بالديانة المسيحية كما يعرفها اتباعها بل هو من ضمن الايمان بالاسلام). كذلك لا يؤمن اليهود بان المسيح قد اتى بعد اصلا. وهذا مثال بسيط وواضح على واقع ان ان كل من هذه الاديان الثلاث لا يعترف حقيقة بسماوية او توحيدية الدياناتين الاخرتين.
ان المصطلح الانسب تاريخيا وعقائديا هو استخدام الديانات الساميّة (بشد الياء) بدلا من التوحيدية او السماوية. فهذا المصطلح يبين حقيقية تاريخية وهي ان الاسلام والمسيحية واليهودية بدأت عند شعوب ولغات ساميّة (العربية في الاسلام والعبرانية في اليهودية والارامية والعبرانية في المسيحية). في نفس الوقت ان اصطلاح الديانات الساميّة يساهم في تعزيز ثقافة قبول التعدد والاختلاف عبر عدم تقويل كلا من الديانات الثلاثة ما لا تقوله هي اصلا قي عقائدها. فالبداية الصحيحة تكون بقبول الاختلاف العقائدي والديني بدلا من ترويج اراء ومصطلاحات غير دقيقة تساهم في زيادة سوء الفهم.
يستخدم المسلمون احياننا مصطلح الديانات الإبراهيمية ( Abrahamic faiths) للدلالة على الديانات الثلاث المذكورة.
ردحذفhttp://en.wikipedia.org/wiki/Abrahamic_religions
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86_%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9