اضحى مصطلح الوطن البديل كثير الاستخدام هذه الايام. فالرافضون "للملكية الدستورية" يقولون انها مدخل للوطن البديل. واليمين ال...
اضحى مصطلح الوطن البديل كثير الاستخدام هذه الايام. فالرافضون "للملكية الدستورية" يقولون انها مدخل للوطن البديل. واليمين الاسرائيلي يطلب الوطن البديل. والبيانات الحزبية ترفض مخططات الوطن البديل. وبعض الكتاب يتهمون كتابا اخرين بالترويج للوطن البديل.
وهنا تساؤل: هل بقصد كل من يكتب او يتحدث عن الوطن البديل الشئ ذاته؟ فالواضح ان مصطلح الوطن البديل له العديد من المعاني تختلف بحسب الجهة التي تتحدث عن الوطن البديل. وكاننا في برج بابل جديد كل يتكلم ولا احد يفهم على الاخر. لذلك اقدم هنا فهمي لهذه المعاني المختلفة والتي تختلف اختلافا واسعا.
الوطن البديل صهيونيا (يمين متطرف): الصهيونية –وبالاخص اليمين الصهيوني- مقصدها بالوطن البديل واضح: استثنت بريطانيا شرق الاردن من وعد بلفور مع تاسيس الامارة. لذلك -بحسب اليمين الصهيوني- فان تقسيم فلسطين يعني دولة اسرائيل غرب النهر ودولة فلسطين شرق النهر. فالوطن البديل –صهيونيا- يعني ان الاردن هو فلسطين وان فلسطيني الضفة الغربية بلدهم شرق النهر وليس غربه. وفي اقصى تطرفه يطلب اليمين الصهيوني "الترانسفير" اي ترحيل فلسطيني الصفة الغربية الى الاردن.
الوطن البديل اردنيا: تتنوع معاني مصطلح الوطن البديل اردنيا بحسب من يتحدث بها. وهي في رأي تندرج تحت ثلاثة معاني مع وجود تداخل بين هذه المعاني.
- رأي يجد في واقع ان معظم الفلسطينين في الاردن هم قانونا اردنيون يحضون بحقوق المواطنة الاردنية تجسيدا للوطن البديل. ويعتبر هذا الرأي ان حصول اردنيين من اصل فلسطيني على مناصب رفيعة في اركان الدولة او زيادة تمثييل الفلسطينيين في البرلمان يؤطر اكثر للوطن البديل. ويمتد هذا الرأي لرفض اقامة فلسطينين في الاردن ما داموا يستطيعون العودة الى الضفة الغربية بغض النظر عن جنسيتهم الاردنية. عمليا هذا الرأي يقول ان حقوق المواطنة الكاملة تنحصر بالشرق اردنيين الذين كانوا في الاردن عند تأسيس الامارة.
- رأي يعتبر ان تجنيس المزيد من الفلسطينين المقيمين في الاردن يصب في الوطن البديل وعلى هذا الاساس يرفض تجنيس ابناء الاردنيات مثلا.
- رأي يعتبر ان الحديث عن استقبال وتوطين لاجئين فلسطينين من دول الجوار في الاردن هو تجسيد الوطن البديل. ويعتبر ان الحديث عن دور سياسي او امني للاردن في الضفة الغربية ينتقص من سيادة الدولة الفلسطينية المأمولة يأتي في اطار الوطن البديل ايضا. اي ان هذا الرأي يعرف الوطن البديل بان يقوم الاردن بتمثيل الفلسطينين سياسيا وحل مشكلة اللاجئين في الدول العربية في الاردن.
السبيل الى وأد ترهات اليمين الصهيوني سهل وواضح وهو عبر تحصين الاردن سياسيا واقتصاديا بالديموقراطية ودولة القانون ومكافحة الفساد. وتدعيم الصمود الفلسطيني في الضفة الغربية.
اردنيا يطلب (بفتح اللام) من الجميع رفض "الوطن البديل" من دون توضيح ما نعنيه بالوطن البديل. فتاريخيا فرضت الجنسية الاردنية على الفلسطينين فرضا ولم يطلبوها. ووحدة الضفتين في 1950 كانت عمليا ضم للضفة الغربية ولم يعترف رسميا بالوحدة الا بريطانيا والباكستان. ورفضتها مصر جمال عبد الناصر ومعها الجامعة العربية عند حدوثها. والضم (الوحدة) حصل بسبب تداعيات الحرب العالمية الثانية والاصطفافات السياسية خلالها. فالاردن كان رسميا في حالة حرب الى جانب الحلفاء فيما اصطفت الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة الحاج امين الحسيني الى جانب دول المحور.
الوحدة مع الضفة حصلت وصارت واقعا اقتصاديا وسياسيا وقانونيا. وعليه فان رفض مواطنة فلسطيني الاردن هو عمليا هدم لاركان دولة القانون والمؤسسات. فابن نابلس مثلا كان اردنيا قبل 1967 وفقدان نابلس بعد النكسة ليس ذنبه. فان هو نزح الى الاردن لا يعني ان يتنقص من جنسيته الاردنية التي حصل عليها قبل 1967 بسبعة عشر عاما.
اؤمن باننا في الاردن جميعا يجب ان نرفض الوطن البديل. ولكن لتنفق اولا على ما نرفض. اقترح هنا هذا التعريف للوطن البديل الذي اجزم ان جميع الاردنيين (سواء كانوا من جماعة الحديقة او جماعة الدوار!) سيتفقون عليه.
- رفض محاولات جعل الاردن ممثلا للحقوق السياسية للفلسطينيين او لجزء من الفلسطينيين في فلسطين (مثل حق تقرير المصير على الترب الوطني الفلسطيني او حق العودة). او تحميل الاردن اي ادوار سياسية او امنية في الضفة الغربية. ويكون الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني* مسؤولا عن حق العودة والحقوق السياسية في فلسطين للفلسطينين كافة سواء كانوا حاملين لجنسية اردنية او لا. والتوقف عن اي حديث عن عودة الوحدة بين الضفتين قبل نشوء الدولة الفلسطينية غير منقوصة السيادة على التراب الوطني الفلسطيني
- التأكيد على شفافية وعدالة ودستورية القوانين والانظمة والتعليمات الناظمة للجنسية الاردنية والارقام الوطنية.
- درءا للاستقطاب واثارة النعرات التأكيد على احترام الخصوصية الديموغرافية الاردنية وتحديد التجنيس الجديد. فحقوق المواطنة للاردنيين من اصل فلسطيني لا تعني ابدا مد حق المواطنة الاردنية الى الفلسطينيين في الضفة او لبنان او اي مكان اخر.
- التأكيد على رؤية دولة القانون والمؤسسات والديموقراطية الحقة في الاردن. دولة قانون ديموقراطية ضامنة لحقوق جميع مواطنيها بغض النظر عن ارائهم السياسية او اوصولهم. للاسف اعتقد احيانا اننا نمضي بالطريق الخطأ الى عصر ما قبل الدولة. فهناك عدم انضباط وتغول على الدولة في تحالف غبي بين بؤر الفساد وقلة من الرجعيين يستقوون بكبر عشائرهم. قلة تتجاهل ان المتصدرين لمطالب الاصلاح السياسي في الاردن هم ايضا ابناء عشائر كبيرة والفرق انهم متنورون مؤمنون بوجوب دولة قانون ومؤسسات على مسافة واحدة من مواطنيها. فيها الارمني الذي عائلته 20 شخص في الاردن سواسية مع الذي عشيرته 200 الف.
*الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني: الانقسام بين حماس وفتح وتهميش منظمة التحرير الفلسطينة جعل مصطلح الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني خلافيا. فكل يدعي التمثيل! قد يكون الحل (في حلم يقظة جميل) لهذه المعضلة التالي: تحت اشراف الامم المتحدة والاونروا اجراء انتخابات لمجلس تأسيسي فلسطيني ينتخبه كل الفلسطينيين اينما كانوا ويكون حق الاقتراع لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج وبنسب تمثيل عادلة. وينبثق عن هذا المجلس التأسيسي حكومة مفوضة من قبل الفلسطينيين جميعا تكون عنوانا واحدا للفلسطينيين امام العالم كله بخصوص كافة الحقوق للفلسطينين في فلسطين. وتحصل هذه الحكومة على تفويض جديد من الفلسطينيين كل اربعة سنوات عبر انتخابات شفافة نزيهة.
كلام سليم وانا بتفق معك تماما بس راح يطلع ناس يتهموك بانك بتوج للوطن البديل لاننا راح نضل ندور بدوامة التعريفات اللي ذكرتها وما راح نقدر نتفق عليها قبل ما يكون في عنا حياة ديمقراطية حقيقية بحيث يعكس ممثلي الشعب توجهات الشارع بشكل فعلي ويترجموها الى خطوات عملية
ردحذفشكرا الك على هذا المقال , اتفق معك في كل ما كتبت تقريبا باستثناء موضوع منظمة التحرير
ردحذفمنظمة التكرير كيان معنوي ووطن الفلسطينيين الى ان تتحقق العودة , هكذا هي في الوجدان الفلسطيني الثوري وشرعية تمثيلها امر دفعه لاجله الفلسطينيون الاف الشهداء
كحل وسط لمشكلة التمثيل القائمة حاليا هنالك انتخابات المجلس الوطني والتي استثني فلسطينييون الاردن من انتخاب ممثلين عنهم فيها وتقرر ان يتم تعيين ممثلين عنهم تعيينا :( وهنا المعضلة الكبرى من وجهة نظري
ما اعنيه لا حاجة لمجلس تأسيسي فلدينا المجلس الوطني والذي هو بمثابة المجلس التشريعي في دولة منظمة التحرير " ان جازت التسمية