نشر في "الغد" يوم 22 \ 12 \ 2019 هو خبر ولا أجمل: تجاوز زوار البترا السنوي حاجز المليون لأول مرة في تاريخ قطاع الس...
نشر في "الغد" يوم 22 \ 12 \ 2019
هو
خبر ولا أجمل: تجاوز زوار البترا السنوي حاجز المليون لأول مرة في تاريخ قطاع
السياحة الأردني في شهر تشرين الثاني 2019. والبترا هي جوهرة التاج في السياحة الى الأردن حيث شكل
عدد من زارها من غير الأردنيين 82% من مجمل زوارها في 2017 وارتفعت النسبة الى 84%
في 2018 والى 89% في اول تسعى اشهر من 2019.
عند تحليل ارقام
وزارة السياحة والاثار الإحصائية يمكن تقديم بعض الفرضيات في اهم روافد الازدياد
المضطرد في زوار البتراء. وأيضا من تحليل زوار البترا يمكن تحليل روافد السياح الأجانب
في الأردن كونها اهم منطقة جذب سياحي في الأردن. حيث زار البترا 23% من كل السواح غير
الاردنيين اللذين دخلوا المملكة في اول تسعة اشهر من 2019 مقابل 20% في 2018.
ارتفع عدد زوار
البترا غير الأردنيين بنسبة 37% بين عامي 2017 و 2018 حيث بلغ عدد زوارها 510 الاف
في 2017 وارتفع الى 697 الف زائر في 2018. كذلك عاد رقم الزوار وارتفع بنسبة 49%
في اول تسعة اشهر من 2019 ليصل الى 673 الف زائر غير اردني. في ذات الوقت ارتفع عدد
السواح غير الأردنيين القادمين عبر معبر وادي عربة بنسبة 83% بين 2018 و 2017 ليصل
الى 167 الف سائح.
ولأننا نستطيع
افتراض ان كل سائح قادم عبر معبر وادي عربة هو قادم بالأساس لزيارة البتراء فيمكن استنتاج
ان القادمين عبر معبر وادي عربة شكلوا 18% من مجمل زوار البترا في 2017 و 24% في
2018 و اول تسعة اشهر من 2019. كذلك شكلت الزيادة في اعداد السائحين عبر وادي عربة
40% من مجمل الزيادة في زوار البتراء في 2018. وتقديرا حوالي 20% من الزيادة في
اعداد زوار البترا الأجانب في اول تسعة اشهر من 2019.
ولان حوالي ربع
زائري البترا غير الأردنيين يأتون عبر معبر وادي عربة حسنا فعلت الحكومة باستيفاء
تذكرة دخول 90 دينار من كل زائر لا يبيت وتخفيضها الى 50 دينار ممن يثبت انه اقام
في الأردن اكثر من يوم واحد. فالهدف هو تشجيع السياح الأجانب القادمين الى البقاء
في الأردن والتعرف على ثقافته بعيدا عن أي دعاية أخرى. ولربما
يجب على شركات السياحة والقائمين عليها ان تجد أسلوبا ناجعا في اعلام كل قادم عبر
معبر وادي عربه انه قادم من اخر احتلال على وجه الأرض وان القدس وبيت لحم هما مدن
محتلة ليزيد الوعي بعدالة قضية أهلنا في فلسطين. مثلا هل تقوم شركات السياحة
الاردنية بتلخيص قراري الأمم المتحدة 242 و 194 بخصوص الاحتلال وحق العودة بطريقة واضحة
لكل القادمين عبر المعابر البرية. فالراي العام العالمي مهم جدا وهناك دوما سباق
على عقول وقلوب البشر.
في موقع المغطس وصل عدد الزوار الى 150 الف مع شهر تشرين الثاني 2019
مقارنة ب 121 الف لكل عام 2018 بنمو ممتاز. وشكل غير الأردنيين اكثر من 95% من
زوار المغطس. لكن المغطس _ خصوصا الموقع الاثري الموجود في الأردن والمعترف به من
قبل كل الكنائس كمكان معمودية المسيح _ له القدرة والفرصة على استقطاب زوارا اكثر
بكثير خصوصا ان مدينة القدس العربية تستقطب حوالي مليوني سائح مسيحي سنويا. فهل
يعقل ان يستقطب المغطس عددا لا تجاوز السبعة بالمائة من زوار القدس مع ان المسافة
قريبة جدا بينهما؟
في موضوع طيران راين اير منخفض
الكلفة والحوافز الحكومية لها فهو موضوع
خلافي بين مؤيدين ومعارضين لهذه الحوافز. بحسب ما رشح فان الحافز الحكومي المادي
لراين اير يبلغ 52 دينار لكل زائر عبر مطار الملكة علياء. أي ان الحكومة تعفي
الشركة من دفع 52 دينار عن كل مسافر لديها. وبهذا تحصل شركة الطيران منخفض الكلفة
على قيمة تفضيلية عن باقي شركات الطيران بقيمة تقارب 73 دولار وهو مبلغ كبير
نسبيا. لكن الحافز مرتبط فقط بالسياح اللذين يقضون اكثر من ثلاثة أيام في الأردن. ومما
رشح أيضا ان الشركة استقطبت 130 الف سائح مبيت للأردن في 2019.
من ناحية نظرية خالصة فان اتفاقية راين اير تشوبها عيوب تشويه السوق
والمنافسة. فوجود حوافز مادية محصورة في شركة عن دونها من الشركات فيه تشويه
لديناميكية المنافسة والتسعير. فيصبح الحد الأدنى لسعر أي تذكرة من أي شركة فيه
فرق 73 دولار بسبب الحافز الحكومي المادي.
وعلى الرغم من بعض الاستنتاجات التي ظهرت في بعض التغطيات الصحفية بان
الرقم القياسي لزوار البترا سببه راين اير فأننا موضوعيا لا نستطيع القفز الى هكذا
استنتاج خصوصا عند النظر الى حصة المعبر البري المتزايدة من مجمل زوار البترا.
ينقصنا في موضوع راين اير تحليل للقادمين وجنسياتهم وكذلك دراسة علمية واضحة تقدر
كم زائر زار الأردن لم يكن سياتي اليه لولا وجود راين اير.
من ناحية عملية فان راين اير وغيرها من شركات الطيران منخفض الكلفة أساس
عملها في أوروبا وباقي العالم اختيار مطارات غير رئيسية برسوم منخفضة لخفض الكلف
وعكسها على أسعار التذاكر. وعليه لو حصرت الاتفاقية معها في مطار الملك حسين في
العقبة و مطار عمان المدني في ماركا بعد إعادة تشغيله لكانت الاتفاقية حتما ستكون
اقل جدلية محليا.
مستقبلا براي يجب ان تكون الحوافز غير مشوهة للمنافسة والتسعير. اذا كان
الحافز المادي مهم فيجب ان يكون متوفرا لكل شركة طيران تعمل في المطار المقدم
للحوافز وتنطبق عليها الشروط. مثلا: اعفاء كل شركة طيران تفتح خط طيران جديد الى
الأردن لمدة محددة (سنة او سنتان قابلة للتجديد) شريطة ان يكون القادم غير اردني
ويقضي في الأردن أربعة ليالي على الأقل.
السياحة في
الأردن في وضع بهي، شكرا جزيلا لكل القائمين عليها. حاولت هنا ان أقدم بعض مقترحات
قد تساهم في زيادة نمو هذا القطاع الحيوي في السنوات القادمة. حمى الله الأردن
الحبيب.
ليست هناك تعليقات