تراجع أعداد وفيات الأردن في 2020 : خبر خاطئ مع اننا نتمنى كلنا لو كان صحيحا نشر في صحيفة الغد يوم 16 حزيران 2021 صاحب نشر تقرير دا...
تراجع أعداد وفيات الأردن في 2020: خبر خاطئ مع اننا نتمنى
كلنا لو كان صحيحا
نشر في صحيفة الغد يوم 16 حزيران 2021
صاحب نشر تقرير دائرة الإحصاءات العامة عن الإحصاءات الحيوية هذا الشهر صخب اعلامي عال حيث بين التقرير ان الوفيات في الأردن سنة 2020 انخفضت عن 2019 على الرغم من جائحة الكوفيد. واتى خبر تلفزيون المملكة بعنوان عريض "الإحصاءات العامة: تراجع أعداد وفيات الأردن في 2020” كهدية لكل المقتنعين ان الوباء كذبة كبرى. فكيف نتحدث عن وباء قاتل في وقت تتراجع فيه الوفيات؟ فيما حاول البعض تفسير الانخفاض المزعوم بان انخفاض عوامل الوفيات الأخرى مثل حوادث السير.
لأني على تواصل بحثي مع دائرة الأحوال المدنية والذين يقومون مشكورين بمشاركة الأرقام الرسمية عند تجميعها شككت في التقرير وتابعت مع فريقي دائرة الاحصاءات العامة والاحوال المدنية. بعد يومين من المراسلات وجدنا الخطأ. وهو أساسا في الجدول رقم 2.3 (الوفيات المسجلة حسب المحافظة) تقرير الاحصاءات. مع ان الجدول يضع ان المصدر هو دائرة الاحوال المدنية والجوازات حصرا فان الأرقام فيه لا تتناسب مع التقارير السنوية الرسمية لدائرة الأحوال المدنية للعامين 2018 و2019 ومع الكتاب الرسمي من الأحوال للإحصاءات في العام 2020. ففي العام 2020 أغفل جدول الإحصاءات عن حساب وفيات الأجانب في الأردن للعام 2020 كله.
ارقام الأحوال المدنية مبوبة وواضحة بشكل ممتاز. ويعتب على من عمل جدول تقرير الإحصاءات في الخطأ الذي حصل كما نعتب على الصحافة التي تلقفته بدون تمحيص. كما يبين الجدول فان وفيات الأردنيين في الأردن عام 2019 بلغت 25493 بزيادة 8% عن 2018. في 2020 زادت وفيات الأردنيين في الأردن عن 2019 بنسبة 17% لتبلغ 29928 وفاة. مع حساب وفيات الأجانب في الأردن فان مجموع الوفيات في الأردن بلغ 32653 وفاة بزيادة 15% عن 2019. رحمهم الله جميعا.
واضح اذن ان الجائحة تسببت في زيادة وفيات الأردن بشكل ملحوظ. وبهذا نتشارك مع معظم دول العالم التي لديها حسابات موثوقة للوفيات السنوية. فمعظم دول أوروبا وأميركا شهدت زيادة في وفيات 2020 عن عدد الوفيات المتوقع بحسب معدلات وفيات السنوات السابقة. فيما شهدت اليابان انخفاضا في وفيات 2020 مما يؤشر الى نجاحها النسبي في محاربة الجائحة خصوصا ان تنظيمها العالي وكونها جزيرة يساعد في هكذا نتيجة إيجابية.
حفاظا على الثقة بأرقام الإحصاءات العامة يجب على ادارتها ووزارة التخطيط ان تمحص في أصل الخطأ لضمان عدم تكرراه. ولان الشيء بالشيء يذكر ادعو دائرة الإحصاءات الى مراجعة تقديرها لعدد السكان في الادن للعام 2020: في تقريرها تقدر دائرة الإحصاءات سكان الأردن مع نهاية 2020 بعشرة ملايين و806 الاف بزيادة 252 الف عن 2019. التقرير يبين ان الولادات الحية بلغت 151542 طفل. مما يعني ان صافي الزيادة الطبيعية (ولادات ناقص وفيات) كان حوالي 120 ألف. وعليه فأننا نستنتج ضمنا ان صافي الهجرة الى الأردن في 2020 تجاوز 130 الف شخص. وبين التقرير ان انخفاضا كبيرا بنسبة 23% قد حصل في اعداد الولادات في 2020 في الأردن ربما يكون سببه عزوف الناس عن الانجاب مع بدء ورود الاخبار عن الجائحة في نهاية 2019 وانكماش الاقتصاد في 2020.
عند النظر الى الانخفاض في وفيات الأجانب في الأردن عام 2020 بنسبة 6% على الرغم من الجائحة يكون لدينا سببا للاعتقاد ان عدد الأجانب المقيمين في الأردن انخفض في 2020 وهو استنتاج منطقي بسبب الانكماش الاقتصادي وزيادة البطالة. خصوصا ان مصر الشقيقة شهدت زيادة في النمو الاقتصادي وانحسارا في البطالة بذات العام. فهل يعقل ان عدد من عاد او هاجر الى الأردن في 2020 من أردنيين وأجانب زاد عن من ترك الاردن في نفس السنة بأكثر من 130 الف شخص؟ هل بقي عدد الاشقاء المصريين مثلا في الأردن بدون نقصان كبير على الرغم من إجراءات وزارة العمل وقوانين الدفاع؟ لقطع الشك باليقين في موضوع الهجرة الصافية الى الأردن يجب النظر الى ارقام القادمين والمغادرين عبر المعابر الحدودية وتحليلها. وهذه دعوة لدائرة الإحصاءات لعمل ذلك.
ليست هناك تعليقات