إشكالية الدعم المشوه للمنافسة في هيئة تنشيط السياحة نشر في صحيفة الغد يوم 1 كانون اول 2022 بحسب البرنامج الحكومي المعلن عبر وكالة الان...
إشكالية الدعم المشوه للمنافسة في هيئة تنشيط السياحة
نشر في صحيفة الغد يوم 1 كانون اول 2022
بحسب البرنامج الحكومي المعلن عبر وكالة الانباء الأردنية فان هيئة تنشيط السياحة عازمة على الاستمرار بدعم الطيران العارض والمنخفض التكاليف دعما ماليا مباشرا لتشجيع قدوم السياح من أوروبا على متنها.
هناك عدة مشاكل بهذا الدعم المحدد لشركات دون غيرها يمكن تلخيصه بالاتي:
- هذا الدعم مشوه للمنافسة العادلة بين كل شركات الطيران العاملة في الأردن. ويعطي الشركات المدعومة ميزة تسعيرية تنافسية مقابل عشرت الشركات الأخرى منها شركات اردنية.
- هذا الدعم أيضا اعمى. فهو لا يدعم السياحة القادمة الى الأردن حصرا، بل يصبح أيضا دعما للسياحة الأردنية الخارجية في اوروبا.
- هذا الدعم هو مالي مباشر لشركات بغرض خلق تحفيز غير مباشر للأفراد المستهدفين. بينما الأفضل ان يكون التحفيز للأفراد مباشرا بدون وجود وسيط يأخذ جزء كبير من القيمة كأرباح.
- هذا الدعم كذلك يدعم السياحة من دول معينة بدلا من تعميم التحفيز على السواح من كل دول العالم.
هناك ضرورة لدراسة موضوعية وشفافة لتأثير هذا الدعم على أنماط السياحة والسفر للسياح القادمين وللسياحة الأردنية في اوروبا. بحيث يشمل هذا التحليل الإفصاح عن اجمالي عدد المسافرين على متن الخطوط المدعومة وجنسياتهم لا فقط القادمين الى الأردن. أي يجب تحليل عدد الأردنيين المقيمين في الأردن اللذين سافروا الى أوروبا على متن هذه الخطوط أيضا. بحسب حديث مع بعض المختصين فان الدعم ساهم حقا في زيادة اعداد السياح القادمين مع التسليم بارتفاع اعداد السياح الأردنيين المغادرين أيضا.
وعليه لربما من الأفضل ان يتم استبدال هذا الدعم النقدي المباشر لشركات بعينها بتحفيز نقدي مباشر للسياح القادمين وبدون أي تأثير على ميزانية هيئة تنشيط السياحة والتي يمكن ان تحول التوفير الحاصل الى برامج ترويجية أخرى للسياحة في الأردن الحبيب.
والمقترح هنا ان يتم رد كلفة الفيزا نقديا الى كل سائح يمضي في الأردن _مثلا_ خمسة ليالي على الأقل في المطار عند خروجه. تفصيلا:
- السائح يدفع حاليا 40 دينار للحصول على الفيزا في المطار.
- اعلام جميع شركات الطيران العاملة في الأردن ان كل شخص غير أردني ويحتاج فيزا للدخول الى الأردن سترد له قيمة الفيزا المدفوعة في المطار قبل خروجه من الأردن شريطة ان يكون قد قضى في الأردن خمسة أيام على الأقل. من المؤكد ان معظم الشركات ستقوم بالترويج لهذا كونه سيساهم في زيادة مبيعاتها.
- لتسهيل هذه العملية لوجستيا يمكن ان تقوم بها نفس الجهة التي تعطي رديات ضريبة المبيعات للسائحين على مشترياتهم من بضائع في الاردن والتي يحملونها معهم الي بلدانهم.
- وهنا لا بد من تطوير نظام رديات ضريبة المبيعات للأجانب لان هذا يساهم في تحفيز الجركة الشرائية من السياح في الاسواق الأردنية. لأننا نكون قد اعطينا السياح حافزا أكبر لشراء بضائع اكثر من الأردن اثناء اقامتهم لانهم سيسترجعون ضريبة المبيعات عليها في المطار عند اثبات انهم مسافرون مع هذه البضائع.
- رد كلفة الفيزا للسائحين في المطار _مع رديات ضريبة المبيعات_ قد يساهم في زيادة مبيعات السوق الحرة ومتاجر المطار لان السائح المغادر يحصل على سيولة إضافية في جيبه وهو ينتظر طائرته المغادرة.
هدف المقترح ان نحفز السائحين _جميع السواح لا القادمين من دول محددة مسبقا_ للمكوث في الأردن مدة أطول من معدل الإقامة الحالي مع تقليل كلفة قدومهم للأردن من دون تشويه للمنافسة بين شركات الطيران ومن دون صرف جزء من ميزانية هيئة تنشيط السياحة على دعم سياحة الأردنيين في اوروبا!
بالنسبة للسياح اللذين لا يحتاجون الى فيزا لدخول الأردن. ماذا لو اعدنا لهم ضريبة المغادرة اذا ما مكثوا في الأردن خمس ليالي او اكثر؟ بنفس الأسلوب أعلاه. علما بان ضريبة المغادرة عبر مطار عمان تبلغ 40 دينار ويدفعها المسافرون كجزء من كلفة تذكرة الطيران.
ونترك لخبراء الترويج والاعلان القيام بحملات إعلانية تبين هذه المنافع بأسلوب جذاب: "مدد اقامتك في الأردن الى خمسة أيام واكثر واحصل على 60 دولارا نقدا في المطار عند عودتك" و "ولا تنسى الحصول على ردية ضريبة المبيعات في المطار".
وليبقى نصب اعيننا المبدأ العام: ان الدعم المشوه للمنافسة خاطيء. ويجب استبداله بخطوات تحفز المنافسة ولا تشوهها. وهنا نذكر بأهمية ان يعود مطار عمان المدني (ماركا) للعمل بأسرع وقت ممكن. فالمنافسة المثالية المطلوبة ليست فقط بين شركات الطيران بل تشمل أيضا المنافسة بين المطارات.
ليست هناك تعليقات